اكتشاف مذهل: العلاقة الغامضة بين مرض الزهايمر وأمراض القلب!
تأكيد الشكوك المتزايدة حول الروابط بين مرض الشريان التاجي (CAD) ومرض الزهايمر من خلال دراسة جديدة كشفت عن علاقة مهمة بين الحالة التنكسية العصبية والدهون في الدم وسبع خصائص لأمراض القلب.
أظهرت التحقيقات الإضافية وجود روابط جينية بين هذه الخصائص، مما يسلط الضوء على الأهداف المحتملة لمزيد من البحث في أصول كلا المرضين.
قام فريق البحث، من جامعة إديث كوان (ECU) في أستراليا، بالتنقيب في مجموعات بيانات جينية كبيرة للبحث عن جينات مشتركة أو تباينات جينية قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وCAD وتركيزات الدهون الثلاثية والبروتينات الدهنية – وهي دهون تم ربطها بتطور كل من مرض الزهايمر وأمراض القلب.
تشير الأدلة الملاحظة إلى وجود روابط بين مرض الزهايمر وCAD، مما يوحي بأن الحالتين قد تشتركان في سبب أعمق. ومن خلال تضمين الدهون في هذه الدراسة الأخيرة، كان الفريق يأمل أن يحصل على صورة أكثر تفصيلاً حول كيفية ارتباط صحة القلب بصحة الدماغ.
قالت المؤلفة الرئيسية آرتيكا كيربي، عالمة المعلومات الحيوية من ECU: “هناك أدلة كبيرة من الدراسات الملاحظة وغيرها لدعم وجود صلة بين هذه الحالات”.
وأضافت: “ومع ذلك، فإن الآليات البيولوجية المعقدة لمرض الزهايمر لا تزال غير مفهومة جيدًا، وعلاقتها بالدهون وخصائص CAD لا تزال غير محسومة”.
تشير نتائج التحليل الإحصائي إلى أن بعض الجينات المشتركة تلعب دورًا في مرض الزهايمر وفي خصائص أمراض القلب مثل الذبحة الصدرية والنوبات القلبية وزيادة تركيزات الدهون في المصل بما في ذلك الكوليسترول والدهون الثلاثية.
ومع ذلك، لا تدعم البيانات وجود رابط سببي – أي أن العوامل الجينية وراء مرض الزهايمر تسبب أيضًا أمراض القلب أو العكس. ما يظهر هو أن هذه الجينات المشتركة قد تزيد من خطر كلا النوعين من الأمراض.
هذا يعني أننا الآن لدينا عدة مسارات بيولوجية جديدة يمكن التحقيق فيها عندما يتعلق الأمر بفهم الأسباب الجذرية لكلٍّ من مرض الزهايمر وأمراض القلب – مما يضيف إلى ما نعرفه عن قضايا مثل الالتهاب داخل الجسم المرتبط بكلٍّ منهما.
قالت كيربي: “استخدمت دراستنا نهجًا جينيًا للتحقيق في العلاقات المعقدة لهذه الحالات المصاحبة، مما يوفر رؤى جديدة حول الأسس البيولوجية المشتركة لهذه الحالات”.
من المتوقع أنه بحلول عام 2050 سيكون هناك حوالي 139 مليون شخص مصاب بمرض الزهايمر على مستوى العالم. ومن خلال تحديد عوامل وراثية حاسمة بما فيها زيادة الخطر الناتج عن امتلاك نسختين من جين APOE4 ، يأمل الباحثون تحسين طرق التشخيص الحالية. إن تحديد المحفزات الإضافية لمرض الزهايمر – وأمراض القلب – قد يشير إلى طرق لمنع ظهور كلا الحالتين.
قالت كيربي: “أنا متفائلة بأن نتائجنا تفتح آفاق بحث جديدة لديها القدرة على تحسين حياة الملايين حول العالم”.
تم نشر البحث في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.