عاش البشر تحت مظلة أوراق غابة مطيرة في غرب إفريقيا منذ ما لا يقل عن 150,000 عام.
في السابق، كانت أقدم الأدلة الموثوقة على وجود البشر في الغابات المطيرة الإفريقية تعود إلى حوالي 18,000 عام. وقد تم تحديد أقدم وجود بشري في الغابات المطيرة بالعالم بحوالي 70,000 عام في جنوب شرق آسيا.
الآن، تشير تحليلات الرواسب الجديدة في موقع “بيتي I” (Bété I) في دولة ساحل العاج بغرب إفريقيا إلى أن البشر احتلوا الغابات الاستوائية الرطبة قبل عشرات الآلاف من السنين، كما أفاد الباحثون بتاريخ 26 فبراير في مجلة Nature. قد تساعد هذه التواريخ وموقع الموقع على تفسير كيفية تطور Homo sapiens.
تم اكتشاف “بيتي I” في أوائل الثمانينات. تشمل القطع الأثرية الحجرية التي تم استخراجها هناك من عام 1982 إلى 1993 أدوات كبيرة مناسبة لقطع النباتات الليفية وغيرها من موارد الغابة الاستوائية. وفي عام 2020، أعاد عالم الآثار وعالم الجيولوجيا الزمنية بن عروس وزملاؤه، بما في ذلك أحد الحفّارين الأصليين للموقع فرانسوا يود غيدي، تحديد الموقع.
استخدمت تحقيقاتهم الجديدة – التي اكتملت قبل فترة قصيرة من تدمير المحجر لموقع “بيتي I”- طريقتين لتأريخ الرواسب للحصول على تقدير لعمر أدوات الحجر الموجودة بالموقع. تحتوي عينات الرواسب على حبوب اللقاح وبقايا النباتات وبقايا كيميائية للطلاء الشمعي للنباتات الذي يعد نموذجيًا لغابات غرب إفريقيا الرطبة اليوم. وأفاد الباحثون بأن الأشجار الكثيفة أدت إلى انخفاض مستويات حبوب لقاح الأعشاب بالموقع القديم.
كان رواد الغابة القديمة أسلافًا للسكان الذين عاشوا لاحقًا خلال العصر الحجري الحديث داخل غابات ساحل العاج وفي غابات المنغروف الساحلية شمالاً فيما يعرف الآن بالسنغال. تشكك إلينور سيري، زميلة عروس بمعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا الجيولوجية بجينا بألمانيا.
تعزز النتائج الجديدة أيضًا الحجة القائلة بأن H. sapiens تطورت تقريبًا قبل حوالي300,000 سنة عبر التزاوج بين مجموعات سكانية مستندة إلى مناطق وموائل مختلفة داخل إفريقيا بما فيها غابات غرب إفريقيا المطيرة. حتى قبل حوالي150,000 سنة ، “عندما تجمعت هذه المجموعات ، شكلت تبادلها مسار تطورنا وساهمت بشكل كبير على الأرجح بنجاح نوعنا”، تقول سيري.
