الشرق الأوسط

بعد هجوم حزب الله: كيف ستعزز إسرائيل دفاعاتها ضد ثغرات القبة الحديدية؟

طرح تمكّن طائرة مسيرة أطلقتها جماعة حزب الله اللبنانية من استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، الكثير‌ من ⁢التساؤلات حول فعالية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة هذا النوع من الهجمات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي ⁣في بيان له عن ​مقتل 4 من جنوده وإصابة 7 آخرين بجروح ​خطيرة خلال الهجوم على القاعدة في بنيامينا جنوب حيفا، والذي يُعتبر الأقوى ‍من نوعه منذ التصعيد بين الجيش الإسرائيلي⁣ وجماعة حزب الله المدعومة من إيران منذ 23 سبتمبر.

وقال جهاز الإسعاف الإسرائيلي إن أكثر من 60 شخصاً أصيبوا جراء الهجوم.

وقد فتح الجيش تحقيقاً ⁤لمعرفة كيفية وصول الطائرة المسيرة إلى هدفها وقدرتها على تضليل الرادارات وعدم تفعيل صفارات الإنذار، وللكشف عما إذا كان هناك خطأ أو تقصير بشري.

من‌ جانبه، أعلن‌ حزب الله – المصنف كجماعة إرهابية‌ في الولايات المتحدة ودول أخرى -​ أن الطائرة المستخدمة هي نوع ⁣جديد لم يتم استخدامه سابقًا وغير معروف للإسرائيليين.

وفي تقرير إسرائيلي نُشر يوم الإثنين، تم الإشارة إلى أن الضربة المتوقعة ضد إيران ‌بواسطة إسرائيل ستكون ​”قبل الانتخابات ‌الأميركية” المقررة في نوفمبر المقبل.

وحسب تقرير سابق لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فإن القبة⁤ الحديدية‍ التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل ⁢تُعتبر ‌النظام الرائد عالميًا لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، مما قلل التهديد الناجم عن ⁣الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على ⁤المناطق السكانية في إسرائيل.

لكن وفقًا ⁤لنفس الصحيفة، فإن ⁣إيران ​تمتلك طائرات مسيرة وصواريخ باليستية “لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها”. كما يمتلك حزب الله ترسانة تضم عشرات الآلاف من⁢ قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية.

وصممت إسرائيل نظام “القبة الحديدية” لتدمير الصواريخ​ قصيرة المدى وقذائف المدفعية‍ والطائرات دون طيار التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان.الأحوال الجوية، وفق فرانس برس.

يمكن ​للصاروخ الاعتراض قذيفة من مسافة⁣ تتراوح بين 4 إلى 70 ⁢كيلومتراً، حيث يستطيع تحديد ما إذا كانت الصواريخ ‌المعادية ستسقط ​في مناطق⁤ مفتوحة أو مراكز مدنية، ⁤وبالتالي يختار ما إذا⁤ كان ​سيتم اعتراضها.

تم نصب البطارية الأولى في إسرائيل في مارس 2011 بالقرب من مدينة⁢ بئر ⁤السبع⁣ الجنوبية، على بعد نحو ‍40 كيلومتراً ‌من قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، تم نشر⁤ بطاريات أخرى‍ بهدف الدفاع عن كامل الأراضي الإسرائيلية، وقد استخدمت بالفعل في ‌العديد من المواجهات بين إسرائيل والحركات المسلحة في قطاع غزة.

تتميز القبة بثلاثة⁤ مكونات رئيسية وهي: الرادار الذي يكتشف الصاروخ القادم، ونظام القيادة والتحكم الذي يعالج تلك⁤ المعلومات ثم ينشط المكون​ الثالث “المعترض”، ⁣وهو⁤ صاروخ يتمثل دوره في تدمير الصاروخ القادم في الجو. وفقاً للباحث جان ​لوب ⁣سمعان التابع‍ لمعهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية.

يعتبر نظام القبة فريداً من نوعه لأنه ‍الأكثر ​تقدماً مقارنةً بأنظمة الدفاع الأخرى مثل نظام باتريوت المستخدم من قبل الولايات⁢ المتحدة والذي يشبهه قليلاً لكنه لا يغطي الصواريخ​ منخفضة المدى حسب تقرير سابق نشر على⁤ موقع‍ “الحرة”.

أوجه القصور

كشف هجوم حزب الله الذي‍ استهدف قاعدة عسكرية في حيفا⁢ عن أوجه قصور دفاعية‌ مما دفع الجيش الإسرائيلي لبدء تحقيق. واعترف ⁤متحدث باسم الجيش يوم الأحد⁣ بأنه “يجب أن نقدم دفاعًا أفضل”.

وقالت ⁢مواطنة إسرائيلية تدعى فيكي كادوش التي رصدت الطائرة بدون طيار إنها “محبطة ⁣للغاية لأنه قبل 10 دقائق من الضربة اتصلنا للتحذير منها”، ‌حسب صحيفة‍ “نيويورك تايمز” الأميركية.

وفي حديثها يوم الاثنين لمحطة إذاعة “غالي تساهل”⁤ التي يديرها الجيش⁤ الإسرائيلي قالت كادوش: “لقد رصدناها تحلق على ارتفاع منخفض للغاية فوق منزلنا مباشرة. سمعنا الصوت ⁤الذي كانت⁢ تصدره ولاحظنا على الفور ⁢أن هناك شيئًا غريبًا ​بشأنها”.

الولايات ‍المتحدة تنصح رعاياها بمغادرة لبنانرفض الجيش الإسرائيلي التعليق على⁢ تصريحات تلك المواطنة. من ⁣جانبه،⁢ اعتبر الخبير في الطائرات⁤ بدون طيار،⁤ المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التقنية، جيمس باتون روجرز، أن تلك الحادثة تعكس “إهمالًا واسع النطاق للدفاع الجوي لأكثر من جيل”، والذي سعت جهات مثل حزب الله إلى “الاستفادة منه”.

وأضاف في حديثه إلى صحيفة “تلغراف”⁤ البريطانية: “إنهم ‍يطيرون (بالطائرات بدون طيار) ببطء ويقللون من الأجهزة الإلكترونية لتجنب رصد الرادار وفرصة الكشف، ويستخدمون‍ بشكل متزايد مواد مثل ألياف الكربون ​التي يصعب اكتشافها”.

وفي نفس السياق، قال رئيس قسم الطائرات بدون طيار السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، عوفر ‍هاروفي: “كل الأنظمة التي لدينا في العالم الغربي⁤ – ليس فقط ​إسرائيل – مصممة للدفاع​ عن المجال الجوي أو حمايته من الطائرات المقاتلة والصواريخ العادية”.

وتابع: ⁣”تحتاج إلى إعادة تصميم جزء من هذه الأنظمة حتى تتمكن من رؤية وكشف وتتبع⁣ هذا النوع من الأهداف بطيئة الحركة”، حسب “نيويورك تايمز”.

ولتخطي نقطة الضعف ⁤هذه في المنظومة الدفاعية لإسرائيل، ترى⁢ صحيفة “هآرتس” العبرية أنه يتعين على الجيش “تحسين استجابته للطائرات بدون طيار”، خاصة عندما⁢ يكون واضحًا مقدار الضرر الذي يمكن أن تسببه حتى طائرة واحدة تتجنب الرادار.

ووفقًا للصحيفة، ‌تعلق المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية الأمل على ⁤أنظمة ⁣الدفاع المتقدمة “ماغن أور” من شركة “رافائيل”، التي من المقرر أن تصبح جاهزة للعمل قريبًا، وهي قادرة على تدمير⁤ مثل هذه التهديدات بواسطة شعاع ليزر قوي.

وفي الأيام الأخيرة، كشفت شركة “رافائيل” عن نظام يعتمد على مدفع ليزر إلى جانب مدفع رشاش 30 ملم مثبت على مركبة ‍قتالية أوتوماتيكية مصمم لاعتراض التهديدات الجوية مثل‍ الطائرات بدون طيار على مسافة كيلومترين.

لكن الشركة لم تذكر ما إذا كان النظام يعمل بالفعل. كما ‌اختبرت إسرائيل طوال العام ⁤إمكانية استخدام مدافع “M61 Vulcan” ضد طائرات حزب الله بدون ​طيار؛ علمًا أن ذلك المدفع يطلق ⁢الرصاص ​بمعدل‌ مرتفع للغاية ⁣ويمكن ​توجيهه تلقائيًا بالرادار.يقول أون فينيج، الذي يدير ‌شركة برمجيات دفاعية إسرائيلية، إنه يعمل على إيجاد حل لهجمات الطائرات ‌بدون ​طيار. أوضح لصحيفة “تلغراف”: “طائرة بدون طيار تزن 1000 رطل يمكنها تدمير دبابة تزن 3 ملايين رطل. لقد رأينا هذا الأمر في‍ أوكرانيا، وهذا ما يجب أن يفترض جيش الدفاع الإسرائيلي أنه ‍سيواجهه في لبنان خلال ⁢التوغل البري.”

وأشار فينيج إلى أن برنامجه ⁢يعتمد على ⁢استخدام أجهزة استشعار تعمل بالذكاء الاصطناعي⁢ يمكن وضعها في جميع أنحاء إسرائيل، بالإضافة إلى خوارزميات ‍للكشف عن الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع⁤ منخفض في ⁣السماء.

ولفت⁤ إلى أنه ⁣سيتم توجيه المعلومات تلقائيًا إلى الجيش الإسرائيلي، ​الذي يمكنه إسقاط الطائرات بدون طيار باستخدام أسلحة تقليدية أو أنظمة دفاع جوي مستهدفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى