أوكرانيا تُحذر بيلاروس: تحركات عسكرية مثيرة تشمل قوات العمليات الخاصة!
أظهرت أدلة مرئية عمليات أسر جماعي واستسلام دون مقاومة من جانب جنود روس، خلال الهجوم المفاجئ الذي شنته القوات الأوكرانية على منطقة كورسك الحدودية الجنوبية مع روسيا، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
تتوغل أوكرانيا في كورسك منذ السادس من أغسطس. بينما ذكرت وكالة تاس الروسية أن 31 مدنيًا على الأقل قتلوا، وأصيب 143 آخرون.
ونشرت القوات الجوية الأوكرانية مقاطع فيديو الأسبوع الماضي تظهر تفجير جسرين استراتيجيين على الأقل فوق نهر “سيم” في كورسك.
وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية توسع الهجمات الأوكرانية داخل روسيا، لتستهدف المزيد من خطوط الإمداد والمواقع العسكرية منذ التوغل المفاجئ، وفق شبكة ”إن بي سي نيوز” الأميركية.
أجرت الشبكة تحليلًا لمقاطع فيديو منشورة وصور أقمار اصطناعية لتحديد الموقع الجغرافي لبعض الهجمات وتتبع “التوغل الجريء” لأوكرانيا في الداخل الروسي. وحسب الشبكة، فإن صور الأقمار الاصطناعية تؤكد ما جاء في مقاطع الفيديو إذ تظهر تدمير جسر واحد على الأقل بالقرب من بلدة غلوشكوفو.
وفي المقابل، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنها استعرضت أكثر من 130 صورة ومقطع فيديو تم التقاطها منذ بدء التوغل، مشيرة إلى أن الأدلة المرئية برهنت على أن القوات الأوكرانية أسرت أكثر من 240 جنديا روسيا. ويُعرّف بعض الجنود الأسرى في مقاطع الفيديو أنفسهم بأنهم مجندون روس يقضون فترة إلزامية في الجيش.
وقال الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي دارا ماسيكوت: “مرّ وقت طويل منذ أن رأيت مقاطع فيديو لجنود روس يستسلمون بشكل جماعي بهذه الطريقة”. وأضاف: “يبدو أن هؤلاء الجنود ليسوا من القوات ذات الخبرة القتالية التي تقاتل داخل أوكرانيا”.
وبحسب الصحيفة الأميركية أظهرت سبعة مقاطع فيديو أن الأسرى مجندون تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا يقضون سنة إلزامية من الخدمة العسكرية. وتظهر العديد من مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في قرية سفيردليكوفو الروسية ما لا يقل عن 29 جنديًا روسيًا أسيرًا.تم تصويرهم بواسطة طائرة مسيرة وهم محاطون بجنود أوكرانيين مسلحين، وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم.
وفي مقاطع فيديو أخرى، يظهرون مستلقين على وجوههم أو راكعين وأيديهم خلف ظهورهم. بينما يقوم جندي أوكراني بتصويرهم وهم يذكرون أسماءهم ووحداتهم العسكرية.
وبالقرب من معبر سودجا الحدودي، تُظهر مقاطع فيديو عدة أسر ما لا يقل عن 40 جنديًا روسيًا. وتُظهر لقطات الطائرات المسيرة تدمير المباني في نقطة التفتيش، والقوات الروسية ترفع الأعلام البيضاء استسلاماً، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”.
ولم تذكر الحكومة الأوكرانية أو الروسية عدد الروس الذين تم أسرهم حتى الآن خلال هجوم كورسك.
وقال رئيس سجن أوكراني في شمال شرق البلاد للصحيفة إن 320 روسياً مروا عبر السجن في الأيام العشرة السابقة، في طريقهم إلى معسكرات اعتقال أخرى في أوكرانيا.
وأشار إلى أن نحو 80 بالمئة من الروس المحتجزين في السجن الأوكراني الذي زارته الصحيفة كانوا من المجندين.
وقبل الهجوم على كورسك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تحتجز 6465 جنديًا أوكرانيًا. بينما تحتجز كييف 1348 جنديًا روسيًا، مما يعني أن عدد الأسرى الجدد يمثل جزءًا كبيرًا من جميع الأسرى الروس الذين تحتجزهم أوكرانيا.
وقال الباحث في مركز تحليل السياسات الأوروبية ماتيو بوليغ إنه ليس من الواضح ما إذا كان أخذ الأسرى مخطط له باعتباره هدفا من هجوم كورسك أم أنه مجرد صدفة.
وأضاف: “لم أكن أتوقع الكثير من عمليات الاستسلام السهلة.. هذا يُظهر مدى يأس هؤلاء الجنود الذين يفضلون البقاء مع أوكرانيا في السجون بدلاً من القتال لصالح روسيا”.
وأشار ماسيكوت إلى أن القوات الروسية في منطقة الهجوم على كورسك فوجئت على الأرجح بقوات لا تتواصل بشكل جيد وعديمة الخبرة في القتال “مما ساعد على نجاح العمليات الأوكرانية”.
وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى أن القبض على العديد من الأسرى الروس سيفيد في مقايضتهم بالأسرى الأوکرانیین لدى روسيا.
وأعلنت الإمارات يوم السبت عن نجاحها في إتمام صفقة تبادل للأسرى بين روسيا وأوکرانيا شملت 230 أسيراً من الجانبين.
أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن إنجاز ”عملية تبادل أسرى حرب جديدة”، حيث شملت العملية 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1788.
واعتبرت الوزارة أن “نجاح الوساطة الجديدة – وهي السابعة من نوعها منذ بداية العام 2024 – يعكس علاقات الصداقة والشراكة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين”.
ويبدو أن الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع والتوغل المستمر لم تفاجئ موسكو فحسب، بل أيضاً شركاء أوكرانيا الغربيين، وفقاً لما ذكرته “إن بي سي نيوز”.
بعد عامين ونصف من الغزو الروسي لأوكرانيا، استعادت كييف زمام المبادرة. وتفيد التقارير بأن كييف قد سيطرت على عشرات البلدات والقرى في منطقة كورسك، بينما تشير روسيا إلى أن أكثر من 120 ألف مدني اضطروا للفرار منها.