أساتذة وخبراء جامعة ستانفورد يكشفون: كيف تؤثر القضايا الوطنية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
يتفق أساتذة وخبراء السياسة من جامعة ستانفورد الأمريكية على أن عددًا من القضايا الوطنية يمكن أن تؤثر في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتقدمها الاقتصاد والنظام الانتخابي، فضلاً عن التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب آليات توجيه الناخبين بمساعدة التكنولوجيا.
ويرى هؤلاء الأساتذة أن هذه القضايا تمثل عناصر حاسمة من شأنها أن تساهم في تشكيل المستقبل الديمقراطي للولايات المتحدة في ضوء السباق الرئاسي المحموم بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس المقرر في 5 نوفمبر الجاري.
تركز برانديس كانيس ورون، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، على دور الاقتصاد في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 80 بالمائة من الناخبين يرون أن الاقتصاد محرك مهم في قراراتهم.
تشير كانيس ورون إلى أن النماذج التقليدية تتنبأ بنتائج الانتخابات بناءً على عوامل اقتصادية كالتضخم والناتج المحلي الإجمالي، متوقعةً أن تلك النماذج قد تظل دقيقة رغم المنافسة الشديدة بين المرشحين البارزين.
من جانبه، يبرز جاستن غريمر أستاذ السياسة العامة بجامعة ستانفورد التباين بين الولايات الأمريكية في كيفية تحديث قوائم الناخبين. مشيرًا إلى أن بعض الولايات تسمح بالتسجيل يوم الانتخاب بينما تتبع أخرى إجراءات مختلفة لتحديث بيانات الناخبين. ويعتقد غريمر أنه قد يكون هناك نزاع قانوني حول هذا التباين بعد الانتخابات.
أما البروفيسور جوناثان رودن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد، فهو يتناول مسألة أخرى حاسمة وهي الاستفتاءات المحلية على الساحة الوطنية. مشيرًا إلى استفتاء ولاية أوهايو بشأن إنشاء لجنة مستقلة لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية. ويعتبر رودن نجاح مثل هذه الإصلاحات مؤشرًا على توجهات الناخبين نحو المزيد من الشفافية في العملية الانتخابية.
بدوره يؤكد البروفيسور لاري دايموند، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد أهمية نظام التصويت التفضيلي الذي يساعد على تخفيف حدة الاستقطاب السياسي. حيث يسمح للناخبين بترتيب المرشحين حسب الأفضلية مما يشجع على بناء توافق أكبر. ويشير دايموند إلى أنه قد يسهم أيضًا في تشجيع المواقف المعتدلة وتعزيز الوحدة الوطنية.
أما البروفيسور نيت بيرسيلي، أستاذ القانون بجامعة ستانفورد فإنه يرى أن مخاوف الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تآكل الثقة في العملية الديمقراطية إذ يمكن لبعض المسؤولين استغلال القلق بشأن هذه التقنية للطعن بمصداقية الأخبار. ويعتبر بيرسيلي أنه يجب مواجهة الأخبار المزيفة بالحقائق بدلاً من التركيز فقط على المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
في المقابل يعتقد عالم الاجتماع روب ويلر بأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتوجيه الناخبين وتزويدهم بمعلومات دقيقة حول المرشحين يمكنه تعزيز الوعي الانتخابي وتقديم معلومات متوازنة وبسيطة للناخبين خاصةً مع تعقيد بطاقات الاقتراع.
تأتي هذه المتابعات من قبل خبراء وأساتذة جامعة ستانفورد ضمن مساعيهم لفهم تأثيرات الانتخابات على مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة والتأكيد على أهمية التفاعل مع تحديات العصر التكنولوجي والسياسي لضمان عملية انتخابية شفافة ومنصفة.