أزمة لبنان: صدمات نفسية وتدمير سبل العيش – شاهد كيف يؤثر الصراع على حياة الناس!
وفي حديثه للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو من لبنان، نبه المسؤول الأممي إلى أن الوضع في لبنان تغير “بطريقة سلبية للغاية” منذ أن قدم إفادة مماثلة للصحفيين في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال ريزا إن التوترات بلغت ذروتها على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، مشددا على الحاجة الماسة لخفض التصعيد.
وأفاد بأنه على مدى عشرة أشهر، نزح ما يقرب من 200,000 شخص بسبب تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، بمن فيهم أكثر من 110,000 في لبنان، وأن ما يقرب من 150,000 شخص لا يزالون على بعد عشرة كيلومترات من الخط الأزرق في مناطق جنوب لبنان التي تتأثر يوميا بالقصف والغارات الجوية.
وأشار كذلك إلى أن ما لا يقل عن 130 مدنيا قتلوا في لبنان بمن فيهم 10 سوريين الأسبوع الماضي، فضلا عن 21 مسعفا وثلاثة صحفيين على الأقل.
أمهات سبعة مسعفين قتلى
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان إنه زار أمس الاثنين بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني قرية هبارية جنوب لبنان وتفقد موقع مركز إغاثة حيث قُتل سبعة مسعفين خلال غارة جوية في آذار/مارس. وأضاف: “كما يمكنكم أن تتخيلوا، كان النقاش مع أمهات هؤلاء السبعة مؤثرا للغاية”.
وكرر ريزا التأكيد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإنهاء هذه الأعمال العدائية وإيجاد حل سياسي دبلوماسي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني بشكل فوري ومستمر.
وأشار إلى أن الوضع في هبارية التي زارها أمس الاثنين هو كما هو الحال بالنسبة للمجتمعات الأخرى التي زارها خلال الأشهر العشرة الماضية حيث “دُمرت سبل عيش الناس وتأثر وصولهم إلى المياه والكهرباء والرعاية الصحية. ويعاني الأطفال والآباء من صدمات نفسية. ويتمكن بعض الطلاب فقط من الوصول إلى التعليم عبر الإنترنت ولكن معظمهم لا يستطيعون ذلك على الإطلاق”.
الاستعداد لمزيد من التصعيد
وأفاد المنسق الإنساني للأمم المتحدة أنه بحلول عام 2024 وصل عدد المحتاجين إلى حوالي 3.7 مليون شخص وهذا يشمل اللبنانيين المتضررين جراء الأزمة والسوريين والفلسطينيين وغيرهم من المهاجرين.
وأضاف أن الصراع أدى إلى تآكل قدرة الدولة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان. وأشار ريزا إلى أنه رغم انعدام الأمن والتحديات المتعلقة بالوصول ونقص التمويل فإن النداء السنوي للمساعدة لجميع أنحاء لبنان لم يتم تمويله إلا بنسبة 25 بالمئة فقط.
لكنه أضاف: “ومع ذلك تمكنا حتى الآن هذا العام من الوصول إلى مليون شخص بالمساعدة والدعم بما فيها ما لا يقل عن 180,000 شخص متضررون جراء الصراع جنوب البلاد”. وأكد الحاجة لـ110 ملايين دولار لتمويل الاستجابة لما يصل حتى الآن لـ290,000 شخص متضرر جراء الصراع داخل البلاد.
<پ
وأشار أيضاً الى اجتماع عقدته السلطات الوطنية ذات الصلة بتاريخ السابع من آب/أغسطس جمع الحكومة والشركاء الإنسانيون والقطاع الخاص حيث تم الاتفاق فيه أنه إذا حدث مزيدٌ مِنَ التصعيد فسوف تكون هناك حاجة لمزيدٍ مِنَ التمويل.پ
وقال المسؤول الأممي إنهم يطلبون تخصيص مبلغ إضافي قدره36.4 مليون دولار لتخزين المواد الغذائية والمياه والأدوية والمواد غير الغذائية مثل أدوات النظافة ومواد الإيواء للاستخدام الفوري حال حدوث أي تصعيد جديد.